کد مطلب:90780 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

کتاب له علیه السلام (50)-إِلی معاویة أیضاً















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.

سَلاَمٌ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی.

فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ قَدْ رَأَیْتَ مُرُورَ الدُّنْیَا وَ انْقِضَاءَهَا، وَ تَصَرُّمَهَا، وَ تَصَرُّفَهَا بِأَهْلِهَا فیمَا مَضی مِنْهَا.

وَ خَیْرُ مَا اكْتَسَبْتَ مِمَّا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا مَا أَصَابَ الْعِبَادُ الصَّالِحُونَ الصَّادِقُونَ فیمَا مَضی مِنْهَا مِنَ التَّقْوی.

وَ مَنْ یَقِسْ شَأْنَ الدُّنْیَا بِشَأْنِ الآخِرَةِ یَجِدْ بَیْنَهُمَا بَوْناً بَعیداً.

وَ اعْلَمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، أَنَّكَ قَدِ ادَّعَیْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ لاَ فی قَدیمٍ وَ لاَ فی حَدیثٍ، وَ لاَ فِی الْقِدَمِ وَ لاَ فِی الْوَلاَیَةِ.

وَ لَسْتَ تَقُولُ فیهِ بِأَمْرٍ بَیِّنٍ تُعْرَفُ لَكَ بِهِ أَثَرَةٌ وَ لاَ لَكَ عَلَیْهِ شَاهِدٌ، وَ لَسْتَ مُتَعَلِّقاً بِآیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَ لاَ عَهْدٍ تَدَّعیهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

فَ[1] كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ[2] عَنْكَ جَلاَبیبُ مَا أَنْتَ فیهِ مِنْ دُنْیَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزینَتِهَا، وَ خَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، وَ خُلِّیَ فیهَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عَدُوٍّ كَلْبٍ مُضِلٍّ، جَاهِدٍ مُلِحٍّ، مَعَ مَا قَدْ ثَبتَ[3] فی نَفْسِكَ مِنْ حُبِّ دُنْیاً قَدْ[4] دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وَ قَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا، وَ أَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا.

[صفحه 834]

فَأَیُّ شَیْ ءٍ مِنْ هَذا الأَمْرِ قَدْ وَجَدْتَهُ یُنْجیكَ؟[5].

وَ إِنَّهُ یُوشِكُ أَنْ یَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلی مَا لاَ یُنْجیكَ مِنْهُ مِجَنُّ[6]، فَاسْتَیْقِظْ مِنْ سِنَتِكَ، وَ ارْجِعْ إِلی خَالِقِكَ، وَ[7] اقْعَسْ عَنْ هذَا الأَمْرِ، وَ خُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَ شَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَ لاَ تُمَكِّنِ الْغُواةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَ الشَّیْطَانَ مِنْ بُغْیَتِهِ فیكَ، مَعَ أَنّی أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صَادِقَانِ فیمَا قَالاَ[8].

وَ إِنْ لاَ تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّیْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ، وَ بَلَغَ فیكَ أَمَلَهُ، وَ جَری مِنْكَ مَجْرَی الرُّوحِ وَ الدَّمِ فِی الْعُرُوق[9].

وَ مَتی كُنْتُمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، سَاسَةَ الرَّعِیَّةِ[10]، وَ وُلاَةَ أَمْرِ الأُمَّةِ، بِغَیْرِ قَدَمٍ حَسَنٍ[11] سَابِقٍ، وَ لاَ شَرَفٍ عَلی قَوْمِكُمْ[12] بَاسِقٍ. فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ ؟.

وَ أُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِیاً فی غِرَّةِ الأُمْنِیَةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِیَةِ وَ السَّریرَةِ.

وَ اعْلَمْ أَنَّ هذَا الأَمْرَ لَوْ كَانَ إِلَی النَّاسِ أَوْ بِأَیْدیهِمْ لَحَسَدُونَاهُ، وَ لامْتَنُّوا بِهِ عَلَیْنَا، وَ لكِنَّهُ قَضَاءٌ مِمَّنْ مَنَحَنَاهُ وَ اخْتَصَّنَا بِهِ، عَلی لِسَانِ نَبِیِّهِ الصَّادِقِ الْمُصَدَّقِ. لاَ أَفْلَحَ مَنْ شَكَّ بَعْدَ الْعِرْفَانِ وَ الْبَیِّنَةِ.

یَا ابْنَ صَخْرٍ اللَّعینِ الأَبْتَرِ، زَعَمْتَ أَنْ یَزِنَ الْجِبَالَ حِلْمُكَ وَ یَفْصِلَ بَیْنَ أَهْلِ الشَّكِّ عِلْمُكَ، وَ أَنْتَ الْجِلْفُ الْمُنَافِقُ، الأَغْلَفُ الْقَلْبِ، الْقَلیلُ الْعَقْلِ، الْجَبَانُ، الرَّذْلُ[13].

وَ قَدْ دَعَوْتَ إِلَی الْحَرْب، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فیمَا تَسْطُرُ، وَ یُعینُكَ عَلَیْهِ الأَبْتَرَانِ أَخُو بَنی سَهْمٍ،

وَ ابْنُ النَّابِغَةِ[14]، فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً وَ ابْرُزْ لِمَا دَعَوْتَنی إِلَیْهِ مِنَ الْحَرْبِ، وَ الصَّبْرِ عَلَی الضَّرْبِ[15]،

[صفحه 835]

وَ اخْرُجْ إِلَیَّ وَاعْفِ الْفَریقَیْنَ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أَیُّنَا الْمَرینُ[16] عَلی قَلْبِهِ، وَ الْمُغَطَّی عَلی بَصَرِهِ ؟.

فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبی طَالبٍ، وَ أَنَا[17] أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ[18]، قَاتِلُ جَدِّك عُتْبَةَ[19]، وَ أَخیكَ حَنْظَلَةَ،

وَ عَمِّكَ شَیْبَةَ[20] وَ خَالِكَ الْوَلیدِ[21]، شَدْخاً یَوْمَ بَدْرٍ، وَ مَا أَنْتَ مِنْهُمْ بِبَعیدٍ[22].

وَ ذَلِكَ السَّیْفُ مَعی[23]، وَ بِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقی عَدُوّی، یَحْمِلُهُ سَاعِدی، بِثَبَاتٍ مِنْ صَدْری، وَ قُوَّةٍ مِنْ بَدَنی، وَ نَصْرَةٍ مِنْ رَبّی، كَمَا خَلَّفَهُ النَّبِیُّ فی كَفّی.

وَ اللَّهِ[24] مَا اسْتَبْدَلْتُ دیناً، وَ لاَ اسْتَحْدَثْتُ نَبِیّاً[25]، وَ إِنّی لَعَلَی الْمِنْهَاجِ الَّذی تَرَكْتُمُوهُ طَائِعینَ، وَ دَخَلْتُمْ فیهِ مُكْرَهینَ.

وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً بِدَمِ عُثْمَانَ، وَ لَقَدْ عَلِمْتَ حَیْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ، فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً.

وَ لَیْسَ إِبْطَائی عَنْكَ إِلاَّ تَرَقُّباً لِمَا أَنْتَ لَهُ مُكَذِّبٌ وَ أَنَا لَهُ مُصَدِّقٌ[26].

فَكَأَنّی قَدْ رَأَیْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ، إِذَا عَضَّتْكَ، ضَجیجَ الْجِمَالِ بِالأَثْقَالِ، وَ كَأَنّی بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونی جَزَعاً مِنَ الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَ الْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَ مَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلی كِتَابِ اللَّهِ، وَ هِیَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ، أَوْ مُبَایِعَةٌ حَائِدَةٌ.

اَللَّهُمَّ احْكُمْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ خَالَفَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ.

وَ سَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ[27].

[صفحه 836]

وَ السَّلاَمُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی[28]، وَ خَشِیَ عَوَاقِبَ الرَّدی[29].


صفحه 834، 835، 836.








    1. ورد فی صفین ص 108. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 86. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 504. و منهاج البراعة ج 18 ص 21.
    2. انقشعت. ورد فی وقعة صفین للمنقری ص 108. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 504.
    3. عرض. ورد فی وقعة صفین للمنقری ص 108.
    4. ورد فی المصدر السابق. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 86. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 504. و منهاج البراعة ج 18 ص 21.
    5. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 18 ص 21.
    6. منج. ورد فی نسخة العام 400 ص 331. و نسخة ابن المؤدب ص 233. و نسخة نصیری ص 154. و نسخة الآملی ص 238.

      و نسخة الأسترابادی ص 387. و نسخة العطاردی ص 315.

    7. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 86. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 504. و منهاج البراعة ج 18 ص 21.
    8. ورد فی المصادر السابقة. و وقعة صفین للمنقری ص 109.
    9. ورد فی المصادر السابقة.
    10. العرب. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 387.
    11. ورد فی وقعة صفین للمنقری ص 109. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 504. و منهاج البراعة للخوئی ج 18 ص 21.
    12. ورد فی المصادر السابقة.
    13. ورد فی المصادر السابقة. و كتاب الفتوح ج 2 ص 536. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 501. باختلاف بین المصادر.
    14. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 536. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 501. باختلاف یسیر.
    15. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 501.
    16. لیعلم أیّنا. ورد فی نسخة العام 400 ص 332. و نسخة نصیری ص 155. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 279. و نسخة عبده ص 527. و نسخة العطاردی ص 316. و ورد المران. فی المستطرف للأبشیهی ج 1 ص 221.
    17. ورد فی الاختصاص للمفید ص 138. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 541.
    18. ورد فی المصدرین السابقین.
    19. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 536.
    20. ورد فی المصدر السابق. و الاختصاص للمفید ص 138. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 541. باختلاف.
    21. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 536.
    22. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 541.
    23. بیدی. ورد فی المصدر السابق. و الاختصاص للمفید ص 138.
    24. ورد فی المصدرین السابقین. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 5 ص 82.
    25. لم أستبدل باللّه ربّا، و بمحمّد نبیّا، و بالسّیف بدلا. ورد فی المصدرین السابقین.
    26. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 537. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 501 و 509. باختلاف یسیر.
    27. الشعراء، 227.
    28. سورة طه، 47.
    29. ورد فی صفین ص 110. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 87. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 501 و 504 و 541 و 542.

      و منهاج البراعة ج 18 ص 22. باختلاف.