کد مطلب:90780 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141
سَلاَمٌ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ قَدْ رَأَیْتَ مُرُورَ الدُّنْیَا وَ انْقِضَاءَهَا، وَ تَصَرُّمَهَا، وَ تَصَرُّفَهَا بِأَهْلِهَا فیمَا مَضی مِنْهَا. وَ خَیْرُ مَا اكْتَسَبْتَ مِمَّا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا مَا أَصَابَ الْعِبَادُ الصَّالِحُونَ الصَّادِقُونَ فیمَا مَضی مِنْهَا مِنَ التَّقْوی. وَ مَنْ یَقِسْ شَأْنَ الدُّنْیَا بِشَأْنِ الآخِرَةِ یَجِدْ بَیْنَهُمَا بَوْناً بَعیداً. وَ اعْلَمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، أَنَّكَ قَدِ ادَّعَیْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ لاَ فی قَدیمٍ وَ لاَ فی حَدیثٍ، وَ لاَ فِی الْقِدَمِ وَ لاَ فِی الْوَلاَیَةِ. وَ لَسْتَ تَقُولُ فیهِ بِأَمْرٍ بَیِّنٍ تُعْرَفُ لَكَ بِهِ أَثَرَةٌ وَ لاَ لَكَ عَلَیْهِ شَاهِدٌ، وَ لَسْتَ مُتَعَلِّقاً بِآیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَ لاَ عَهْدٍ تَدَّعیهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. فَ[1] كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ[2] عَنْكَ جَلاَبیبُ مَا أَنْتَ فیهِ مِنْ دُنْیَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزینَتِهَا، وَ خَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، وَ خُلِّیَ فیهَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عَدُوٍّ كَلْبٍ مُضِلٍّ، جَاهِدٍ مُلِحٍّ، مَعَ مَا قَدْ ثَبتَ[3] فی نَفْسِكَ مِنْ حُبِّ دُنْیاً قَدْ[4] دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وَ قَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا، وَ أَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا. [صفحه 834] فَأَیُّ شَیْ ءٍ مِنْ هَذا الأَمْرِ قَدْ وَجَدْتَهُ یُنْجیكَ؟[5]. وَ إِنَّهُ یُوشِكُ أَنْ یَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلی مَا لاَ یُنْجیكَ مِنْهُ مِجَنُّ[6]، فَاسْتَیْقِظْ مِنْ سِنَتِكَ، وَ ارْجِعْ إِلی خَالِقِكَ، وَ[7] اقْعَسْ عَنْ هذَا الأَمْرِ، وَ خُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَ شَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَ لاَ تُمَكِّنِ الْغُواةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَ الشَّیْطَانَ مِنْ بُغْیَتِهِ فیكَ، مَعَ أَنّی أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صَادِقَانِ فیمَا قَالاَ[8]. وَ إِنْ لاَ تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّیْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ، وَ بَلَغَ فیكَ أَمَلَهُ، وَ جَری مِنْكَ مَجْرَی الرُّوحِ وَ الدَّمِ فِی الْعُرُوق[9]. وَ مَتی كُنْتُمْ، یَا مُعَاوِیَةُ، سَاسَةَ الرَّعِیَّةِ[10]، وَ وُلاَةَ أَمْرِ الأُمَّةِ، بِغَیْرِ قَدَمٍ حَسَنٍ[11] سَابِقٍ، وَ لاَ شَرَفٍ عَلی قَوْمِكُمْ[12] بَاسِقٍ. فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ ؟. وَ أُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِیاً فی غِرَّةِ الأُمْنِیَةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِیَةِ وَ السَّریرَةِ. وَ اعْلَمْ أَنَّ هذَا الأَمْرَ لَوْ كَانَ إِلَی النَّاسِ أَوْ بِأَیْدیهِمْ لَحَسَدُونَاهُ، وَ لامْتَنُّوا بِهِ عَلَیْنَا، وَ لكِنَّهُ قَضَاءٌ مِمَّنْ مَنَحَنَاهُ وَ اخْتَصَّنَا بِهِ، عَلی لِسَانِ نَبِیِّهِ الصَّادِقِ الْمُصَدَّقِ. لاَ أَفْلَحَ مَنْ شَكَّ بَعْدَ الْعِرْفَانِ وَ الْبَیِّنَةِ. یَا ابْنَ صَخْرٍ اللَّعینِ الأَبْتَرِ، زَعَمْتَ أَنْ یَزِنَ الْجِبَالَ حِلْمُكَ وَ یَفْصِلَ بَیْنَ أَهْلِ الشَّكِّ عِلْمُكَ، وَ أَنْتَ الْجِلْفُ الْمُنَافِقُ، الأَغْلَفُ الْقَلْبِ، الْقَلیلُ الْعَقْلِ، الْجَبَانُ، الرَّذْلُ[13]. وَ قَدْ دَعَوْتَ إِلَی الْحَرْب، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فیمَا تَسْطُرُ، وَ یُعینُكَ عَلَیْهِ الأَبْتَرَانِ أَخُو بَنی سَهْمٍ، وَ ابْنُ النَّابِغَةِ[14]، فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً وَ ابْرُزْ لِمَا دَعَوْتَنی إِلَیْهِ مِنَ الْحَرْبِ، وَ الصَّبْرِ عَلَی الضَّرْبِ[15]، [صفحه 835] وَ اخْرُجْ إِلَیَّ وَاعْفِ الْفَریقَیْنَ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أَیُّنَا الْمَرینُ[16] عَلی قَلْبِهِ، وَ الْمُغَطَّی عَلی بَصَرِهِ ؟. فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبی طَالبٍ، وَ أَنَا[17] أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ[18]، قَاتِلُ جَدِّك عُتْبَةَ[19]، وَ أَخیكَ حَنْظَلَةَ، وَ عَمِّكَ شَیْبَةَ[20] وَ خَالِكَ الْوَلیدِ[21]، شَدْخاً یَوْمَ بَدْرٍ، وَ مَا أَنْتَ مِنْهُمْ بِبَعیدٍ[22]. وَ ذَلِكَ السَّیْفُ مَعی[23]، وَ بِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقی عَدُوّی، یَحْمِلُهُ سَاعِدی، بِثَبَاتٍ مِنْ صَدْری، وَ قُوَّةٍ مِنْ بَدَنی، وَ نَصْرَةٍ مِنْ رَبّی، كَمَا خَلَّفَهُ النَّبِیُّ فی كَفّی. وَ اللَّهِ[24] مَا اسْتَبْدَلْتُ دیناً، وَ لاَ اسْتَحْدَثْتُ نَبِیّاً[25]، وَ إِنّی لَعَلَی الْمِنْهَاجِ الَّذی تَرَكْتُمُوهُ طَائِعینَ، وَ دَخَلْتُمْ فیهِ مُكْرَهینَ. وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً بِدَمِ عُثْمَانَ، وَ لَقَدْ عَلِمْتَ حَیْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ، فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً. وَ لَیْسَ إِبْطَائی عَنْكَ إِلاَّ تَرَقُّباً لِمَا أَنْتَ لَهُ مُكَذِّبٌ وَ أَنَا لَهُ مُصَدِّقٌ[26]. فَكَأَنّی قَدْ رَأَیْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ، إِذَا عَضَّتْكَ، ضَجیجَ الْجِمَالِ بِالأَثْقَالِ، وَ كَأَنّی بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونی جَزَعاً مِنَ الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَ الْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَ مَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلی كِتَابِ اللَّهِ، وَ هِیَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ، أَوْ مُبَایِعَةٌ حَائِدَةٌ. اَللَّهُمَّ احْكُمْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ خَالَفَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ. وَ سَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ[27]. [صفحه 836] وَ السَّلاَمُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی[28]، وَ خَشِیَ عَوَاقِبَ الرَّدی[29].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.
صفحه 834، 835، 836.
و نسخة الأسترابادی ص 387. و نسخة العطاردی ص 315. و منهاج البراعة ج 18 ص 22. باختلاف.